mardi 24 août 2021

 

الكتاب : زندالي
الكاتب : أمين الغزي
دار النشر : دار زينب
عدد الصفحات : 138
الثمن : 15د



 EUPL فازت رواية أمين الغزي زندالي ليلة 14 جانفي بجائزة الاتحاد الأوروبي للآداب.

هذه الرواية (دار زينب) ، هي الرواية الأولى باللغة العربية التي تشارك في هذه المسابقة المرموقة.

أمين الغزي هو واحد من 13 فائزًا وهي سابقة للأدب التونسي

وهنأت لجنة التحكيم أمين الغزي على روايته "التي تصف بإنسانية كبيرة مشاهد حدثت في شوارع سوسة ليلة 14 جانفي 2011".

أمين الغزي أستاذ التاريخ والجغرافيا المقيم في فرنسا ، هو مؤلف كلمات الأغنية الشهيرة "كلمتى حرة" التي غنتها أمل المثلوثي وأصبحت رمزا للثورة التونسية


تقديم 

ليلة 14 جانفي، الليلة التي أعقبت مغادرة بن علي البلاد بعد أسابيع من الاحتجاجات الشعبية. توثق الرواية لهذه الليلة التي تكونت فيها لجان حراسة للأحياء، وتصور أفراح مجموعة من التونسيين ومخاوفهم، وهم تونسیون

من خارج الدوائر الرسمية للسلطة. كل هذا في مشاهد مليئة بالشاعرية والفكاهة والوقاحة واختلاط الخيال بالواقع۔

وفي الرواية 16 شخصية تتوزع بين المشاهد المختلفة، فهي ذات بنية متشظية، ما يجعلها في تناظر تام مع الثورة التي تتحدث عنها. الرواية أيضا بلا بطل، كما أن الثورة التونسية بلا زعيم.

وقد أزال الكاتب الحواجز بين العربية الفصحى والدارجة، لا في الحوارات فحسب، بل داخل الجملة الواحدة.

زندالي عنوان الرواية، يحيل إلى أغاني السجون بتونس ويبسط ظلاله على الرواية التي تتعدّ د فيها مشاهد الرقص والشرب. كما أنه يطرح جدلية القيد والتحرر، وتعقد مسألة التحرر : هل نتحرر بالخروج من السجن؟ أم أننا نبني سجنا آخر إذا تحرنا؟

د. رجاء بن سلامة


عن الرواية

عندما نقول أو نكتب عن 14 جانفي، كثيرا ما نقع في المثالية أو في التمجيد، كأنه حدث ينتمي للمخيال الشعبي أو لكتب التاريخ وليس لنا، من عايشناه وعشناه. 
بالنسبة لأمين الغزي ، إنها ليلة غريبة عاشتها شخوص مختلفة بطرق مختلفة. 
ماذا حدث ليلتها؟ ما حدث حقا ربما يختلف تمامًا عما حفظته ذاكرتنا وخيالاتنا عن الحدث العظيم. 
هل هي ثورة ؟ هل هي انتفاضة؟ هل هي فوضى؟ هل هي هستيريا جماعية؟

بكل إدراك وواقعية، يأخذنا زندالي ، ليلة 14 جانفي 2011 ، لنتابع عددا من الشخصيات المألوفة. صورة جماعية ل"أولاد الحومة"، في مواجهة ما يحدث. 
صورة لا تخلو من الفكاهة والطرافة، صورة لا تتظاهر بالموضوعية أو بالجمال، صورة تشبهنا. لذلك أظن أن رواية زندالي لا تقرأ مثلما نقرأ الأدب، بل تُسمع ولعلها تُرى مثل انعكاسنا في المرآة، ليس نحن ولكنه يشبهنا حد الالتباس.
 

ينقل لنا أمين الغزي، بروايته متعددة الأصوات، أجواء حي شعبي في سوسة لليلة واحدة فاصلة، بين ماكان وما سيصير. ليلة يعيش فيها الحي الثورة ويتجند الجميع لحمايتها. من من ومن ماذا؟ لكل رأيه، بل لا تبدو الإجابة مهمة بقدر تنظيم اللجان لحماية الثورة. 
يكتب كل فصل قصة مختلفة لنفس القصة، بسرد لا مركزي متقاطع متقطع بين الموسيقى والخمر والمخاوف والتهيآت والهواجس.
يمتزج المخربون بالمناضلين بالبسطاء. ونلتقي صاحب المقهى ورجل العصابات، والمثقف والعاشق في هذا المجتمع المصغر.
تحول الرواية شائعات البعض إلى تخيلات الآخرين. وبين الإشاعات والتخيلات، تتكشف احتمالية الذهان. هذا إلى حد ما الخط المشترك لهذه الرواية التي تعيد كتابة أغاني السجون بأصوات الأحرار أو السكارى.

يكمن كل ذكاء زندالي في نقلها لهذا التأرجح بين ما يحدث وكيفية إدراكنا له أو تفسيره. لأن كل شيء في هذه الرواية الصغيرة يمر ويتغير ويتآكل ثم ينمو من جديد: التنافس، خيبة الأمل، البطولة الوهمية، الضمير الزائف، الشجاعة، الجبن، الهذيان... وأيضا الحكايات التي ترويها شخصيات الرواية. كل حامل قصته، وكل، في أفقه الصغير، يعري جزءا من الجسم الاجتماعي بكل تعقيداته.

في رواية زندالي يتم استحضار 14 جانفي بلمسات صغيرة تمزج بين الأحداث وكواليسها أو خلفياتها، دون ستار بين الممثلين والمتفرج أو القارئ. أحداث نلمس صدقها لحد اعتقادنا قراءة سيرة ذاتية رغم غياب شخصية رئيسية هنا. هي شهادة أدبية دون ادعاء زائف، دون زخرفة، دون التباس.

سيكون لكل قارئ شخصية مفضلة، وقصة مفضلة. ربما ستجد شخصية علي الدو سمجة جدا، وربما ستجدها طريفة حد الضحك. ربما تشفق على الشاف الطاهرأو تتشفى به. الأكيد أنك ستغضب حينا، وتبتسم حينا، ثم تغلق الكتاب وتتذكر تلك الليلة. كيف قضيتها، ماذا فكرت حينها، ماذا كانت آمالك ومخاوفك.
 
رواية زندالي رواية تونسية أصيلة لعلها تصبح بعد سنوات من كلاسيكيات الأدب التونسي، هي رواية تونسية في طرافتها ومجونها وتقسيمها وبساطتها وتجددها وحتى في إيقاعها.
 وهي أيضا رواية حرة على كل المستويات، حتى طريقة سردها وطريقة تقديم شخصياتها، وكتابتها اللتي لا تحلو من مفردات دارجة تباغتك في وسط جمل عربية فصيحة. هي رواية مفعمة بالحرية، وهذا أمر منتظر من كاتب أغنية كلمتي حرة



The European Union Prize for Literature is an annual initiative to recognize the best emerging authors in Europe.

Launched by the European Commission in 2009, the prize is open to countries participating in the Creative Europe program for the cultural and creative sectors.